"غدي نيوز"
أقامت بلدة بكاسين في قضاء جزين حفل إطلاق مشروع "القرض الصديق للبيئة"، الذي نظمه اتحاد بلديات منطقة جزين، بلدية بكاسين، وادارة فرنسبك، بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه، والمركز اللبناني لحفظ الطاقة.
حضر الحفل محافظ لبنان الجنوبي نقولا ابو ضاهر، قائمقام جزين الدكتورة هويدا الترك، مطران صيدا ودير القمر للموارنة الياس نصار، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك الاب سليمان وهبه ممثلا المطران الياس حداد، ممثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المدير التنفيذي لمصرف لبنان وائل حمدان، رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش، رئيس بلدية بكاسين حبيب فارس، مدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة في وزارة الطاقة والمياه بيار خوري، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات منطقة جزين.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقى فارس كلمة لفت في مستهلها إلى "المسؤولية التي يتحملها من يتولى رئاسة البلدية"، وقال: "عندما تعطي بكاسين للبنان رئيسا للوفد اللبناني الى فرنسا لإعلان دولة لبنان الكبير، ألا وهو المثلث الرحمات المطران عبد الله الخوري، نجد أنفسنا في موقف حرج، عندما تلد بكاسين من رحمها بطلا يقض مضجع ابراهيم باشا المصري، ويدب الرعب في قلوب جنوده، وهو البطل اللبناني ابو سمرا غانم، نجد أنفسنا أيضا اننا أمام مهمة صعبة، واذا أردنا الإسترسال بتعداد كبار بلدتنا، لأصبح الكلام سبائك من ذهب".
أضاف: "وحتى نستحق ان نكون أحفادا لهؤلاء الرجال، وحتى نكون بحق أبناء بكاسن أمامنا خياران: البحر الذي اصبح ورائنا والعمل الدؤوب، ولأن عشقنا لبكاسين قد مزق الأشرعة، وحطم كل السفن، يبقى خيارنا الوحيد العمل ثم العمل. ومشروعنا هذا (بيت على طبيعتنا) الذي نحتفل اليوم بإطلاقه ما هو الا ثمرة جهد بذلناه مع المجلس البلدي الكريم".
وتابع "طبعا لم نكن وحدنا، كان معنا من أضاء الطريق، كان معنا من أزال كل العقبات التقنية والادارية. كان معنا من شجع ووجه وعرفانا للجميل".
حرفوش
ووصف حرفوش وصف المشروع بـ "انه استثنائي، انطلق من فكرة بسيطة ولدت عند رئيس بلدية بكاسين، هدفها دعم المواطنين البكاسينيين لتجميل بيوتهم من أموال البلدية، الى مشروع ضخم عمم على منطقة جزين، يشمل بالاضافة الى تجميل الابنية، المحافظة على الطاقة"، لافتا "اوليست أكبر الاختراعات وليدة فكرة، خاصة اذا كان هدفها ساميا".
وقال: "لقد ورثنا من أجدادنا ارضا كريمة وتراثا نقيا لا بل تاريخا مشرفا. فلقد تحول اهالي هذه المنطقة عندما عادوا اليها في القرن السادس عشر، من شركاء في الارض يحرثونها ويعتاشون من قسم من محصولها، الى مالكيها، بعدما بنوا فيها الكنائس والاديرة. وهنا لا بد من ذكر سليمان بك كنعان الذي كان له الفضل الكبير في هذه العملية. بعد ذلك مرت المنطقة بفترة صعبة، فكانت المجاعة في الحرب العالمية الاولى، ومن ثم الانتداب الفرنسي الذي عرفت منطقة جزين خلاله بعض الازدهار، خصوصا بعد انتشار الفنادق بأبنيتها".
أضاف "اما في الحرب العالمية الثانية، فقد عرفت منطقة جزين معركة سميت بـ "معركة جزين"، بين الحلفاء ممثلين بالجيش الاسترالي والجيش الفرنسي التابع لفيشي، فقصفت جزين بالطيران، وهدم بعض ابنيتها الاثرية، لا سيما اوتيل الاهرام الذي كان المعقل الاساسي للجيش الفرنسي. بعد الحرب عادت وازدهرت المنطقة، فباتت مركزا سياحيا بامتياز: مناخ معتدل، طبيعة خلابة، وقرى محافظة على طابع تراثي، واخيرا كانت الحرب اللبنانية، ومعها الفلتان المعماري وهجوم الاسمنت، فأنشأت الابنية البشعة والمشوهة، لينتهي إلى القول: "ها نحن اليوم بفضل فكرة النقيب فارس، وتعاون فرنسبك والمركز اللبناني لحفظ الطاقة LCEC، وبدعم غير مسبوق من مصرف لبنان، سوف نتمكن من إعادة الطابع التراثي لابنيتنا... فشكرا لهم". ثم قدم حرفوش درعا تكريمية لرئيس بلدية بكاسين.
بعدها، تحدث شريك ومدير شركة" DMA المستشارون لادارة التنمية" هشام أبو جودة، عن المشاريع المقررة للبلدة، مع عرض فيلم عنها. كما كانت كلمة للمهندس في اتحاد بلديات منطقة جزين كريم كنعان، عرض فيها "انشاءات بكاسين العمرانية والتوسعية المستقبلية". كذلك تحدث مدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة في وزارة الطاقة والمياه بيار خوري عن "اهتمام الوزارة وتقديرها لجهة انجازات المشروع ودراسته المتطورة".
الحاج
وألقى المدير المساعد ورئيس دائرة التجزئة وشبكة الفروع في فرنسبنك فيليب الحاج كلمة قال فيها: "في إطار سياستنا التشجيعية في مجال القروض الصديقة للبيئة، يسعدنا أن نمنح من فرنسبنك مشروع "بيت على طبيعتنا"، وهو قرض يثير الاهتمام. بحيث انه يضع خدمة الفرد والمجتمع في عصب اهتمامه، وعلى لائحة اولوياته".
أضاف "نهدف بتعاوننا مع اتحاد بلديات جزين وبلدية بكاسين الى توفير النفقات المنزلية عبر الحد من استهلاك الطاقة، وفي الوقت عينه الحفاظ على البيئة، ويمنح القرض لتغطية كافة تكاليف عزل الجدران والاسقف والبيوت وتركيب الزجاج المزدوج وسخانات المياه عبر الطاقة الشمسية".
وأعلن "إننا باشرنا بأول دفعة من طلبات القروض، التي بلغت حتى هذه اللحظة 16 ملفا وهذا اليوم هو بمثابة الاطلاق الرسمي للمشروع".
حمدان
وألقى حمدان كلمة استهلها بالترحيب بالحاضرين، ناقلا تحيات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي "لم يستطع الحضور شخصيا بسبب ارتباطاته المسبقة". وقال: "معلوم ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي شكل على الدوام عامل ثقة واطمئنان للمودع اللبناني، وللمستثمر العربي والدولي، في القطاع المصرفي اللبناني عامة، لا يوفر جهدا ضمن صلاحياته في هذا الاطار، في ابتكار آليات وهندسات مالية من شأنها توفير حوافز للقطاع الخاص تؤدي الى خلق نمو اقتصادي مقبول، وذلك في أحلك الظروف التي يمر بها لبنان وقطاعاته الاقتصادية".
اضاف "لقد وضع مصرف لبنان، من خلال سلسلة تعاميم أصدرها على مدى أكثر من 15 عاما عدة حوافز تحث القطاع المصرفي على توفير قروض ميسرة ومدعومة الفوائد، لتمويل القطاعات الانتاجية، وبشكل خاص لتمويل شراء مسكن رئيسي للبنانيين، يوفر لهم الاستقرار الاجتماعي، إضافة الى ذلك، قدم مصرف لبنان دعما للقروض المخصصة لمشاريع صديقة للبيئة، مثل المشاريع العقارية الخضراء، والطاقة المتجددة، والسياحة البيئية وغيرها".
وتابع "لطالما حث الحاكم على احترام المعايير البيئية الدولية لدى تقييم المشاريع الممولة من المصارف، على غرار مبادئ "Equator principales"، التي وضعتها مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، لتحديد المخاطر الاجتماعية والبيئية المتصلة بالمشروع المنوي تمويله وتقييمها وادارتها".
ورأى أن "مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR)، وعلى الرغم من انه مفهوم طوعي، فقد انتقل في الاعوام الاخيرة الى مراتب متقدمة في اهتماماتنا، ودخل في صلب استراتيجياتنا طويلة الاجل، ولا سيما في ضوء تطور معايير الحوكمة، وصارت مبادراتنا الاجتماعية والبيئية على لائحة اولوياتنا، وتدخل كمعيار رئيسي في تقييم أدائنا ونمونا المستدام"، معتبرا أنه "في الوقت الذي يعاني فيه قطاع الطاقة من تحديات عديدة وحقيقية، تلقي بأعبائها على المالية العامة للدولة من جهة، وينتج عنها من جهة اخرى تداعيات سلبية على الوضع الصحي والبيئي في أكثر المناطق اللبنانية كثافة سكانية، فقد اصبح التغير المناخي واقعا، واصبحت ضرورة التوفير في استهلاك الطاقة التقليدية واستبدالها بطاقة نظيفة حاجة ملحة".
ولفت الى ان "مصرف لبنان أثبت الالتزام بمسؤولية الاعمال البيئية والطاقوية والاجتماعية بمعناها الاقتصادي الواسع، حيث كنا السباقين بإطلاق "البيت البيئي" عام 2009، في التعميم، وسيط 197 لتميل مشاريع جديدة صديقة للبيئةFRIEND ENVIRONMENTAL، غايتها المساهمة في حماية البيئة، او التخفيف من اثرها السلبي، او لتمويل مشاريع قديمة للبيئة".
واشار الى انه "اطلق في العام 2011 مبادرة وطنية وهي مشروع NEEREA، بالتعاون مع وزارتي الطاقة والبيئة، وبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان، والاتحاد الاوروبي، والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، هدفها دعم المشاريع البيئية، ودلالاتها الالتزام الوطني بمشاريع الطاقة، والسماح للقطاع الخاص بالاستفادة من تقنيات الطاقة المتجددة"، مشيرا الى ان "الاتحاد الاوروبي قدم منحة لدعم المشاريع الطاقوية قيمتها 15 مليون يورو. كما قدم في العام 2013 سلة حوافز لتشجيع المصارف على تمويل القطاع الخاص في المشاريع السكنية والانتاجية والبيئية، بلغت قيمتها 1200 مليار ليرة لبنانية. كما اننا اليوم والدولة اللبنانية بصدد توقيع عقد لتمويل مشاريع لتوفير الطاقة في القطاع الخاص، مع كل من البنك الاوروبي للتثمير EIB والوكالة الفرنسية للتطوير AFD بقيمة 80 مليون يورو، وبشروط ميسرة".
واوضح "اما مبادرتنا اليوم، فنتطلع ان تكون احدى المحطات الاساسية، لتحفيز الاستثمار في التقنيات المتخصصة في توفير الطاقة والطاقة المتجددة، وهو ما نسعى اليه بشراكتنا مع مصرف "فرنسبنك" الذي لطالما تبنى مشاريع انمائية واعطى الاولوية للانماء والطاقة البديلة، قبل ان يأخذ بعين الاعتبار ربحية المشروع او مكاسبه المادية، وشراكتنا ايضا مع بلدة بكاسين التي سجل رئيسها الاستاذ حبيب فراس جهدا ومثابرة وروح تحد منقطعة النظير. كلها جهود تضافرت لكي يرى هذا المشروع النور ونخوض غمارة هذه التجربة النموذجية".
وشكر ختاما "هذه المبادرة الجزينية"، متمنيا ان "تكون مثالا يحتذى به، وفاتحة لمبادرات اخرى شبيهة على مساحة وطننا لبنان".
ثم وزع على الحاضرين كتابا يتضمن صورا عن تراث منطقة جزين، واقيم حفل كوكتيل.