"غدي نيوز"
أكد وزير البيئة محمد المشنوق أهمية "حماية درب الجبل اللبناني" خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة، بمشاركة "جمعية درب الجبل اللبناني" برئاسة رئيسها كريم الجسر، وسلط فيه الضوء على أهمية درب الجبل في الحد من التعديات البيئية التي رصدتها الجمعية، وبالتالي الحفاظ على إرث لبنان الطبيعي.
وقال المشنوق: "كنا نسمع بدرب الجبل في الاغاني الفولكلورية القديمة، وإن موضوع حماية "درب الجبل اللبناني" ظاهره بيئي وعمقه وطني بامتياز، والهدف المباشر منه بيئي بالتأكيد لجهة الحفاظ على طبيعة جبال لبنان الخلابة، من خلال منع الانتهاكات والتعديات التي شاهدناها بالصور، وبالتالي: المحافظة على المعالم البيئية وعلى موائل الكائنات الحية النباتية والحيوانية، أي المحافظة على التنوع البيولوجي وحماية خزان لبنان المائي، ولربما سنوات الشح المائي مثلما نشهده هذا العام، هي السنوات التي يلمس اللبنانيون فيها عن كثب أهمية هذه الحماية".
وأضاف: "أما الأهداف غير المباشرة فهي: اجتماعية، من خلال الحفاظ على على المعالم الأثرية والثقافية، والحفاظ على عادات القرية اللبنانية وتقاليدها، واقتصادية، من خلال تشجيع السياحة البيئية المسؤولة، وتعزيز الفرص الاقتصادية في القرى، وبالتالي تنمية الأرياف والحد من النزوح والضغط على المدن. وإذا كانت الأهداف بيئية واجتماعية واقتصادية، فهي إذا من دون شك وطنية، وعندما تكون وطنية تستدعي جهودا وطنية، أي على صعيد:
-الدولة في التشريع والتطبيق والمتابعة، وذلك من خلال إدارات الدولة والأجهزة المستحدثة مؤخرا، لا سيما المحامين العامين المتفرغين وقضاة التحقيق لشؤون البيئة والضابطة البيئية (القانون 251/2014).
-البلديات من خلال حسن تطبيق القوانين والأنظمة البيئية على الصعيد المحلي.
-الهيئات الاقتصادية من خلال الحرص على سلامة البيئة وحماية مواردها الطبيعية في المشاريع التي تقوم بتنفيذها، وتشجيع المشاريع الخضراء.
-هيئات المجتمع الأهلي من خلال التوعية والإرشاد، ورصد التعديات.
-وسائل الإعلام من خلال الإضاءة على المبادرات الايجابية والنقد البناء للمخالفات.
المواطن اللبناني من خلال السلوك البيئي المسؤول".
وأكد وزير البيئة "أن المسؤولية مشتركة، ودعونا نتساءل أيضا كيف سيكون لبناننا الذي نحبه ونعتز به بعد عشر سنوات، إذا استمرت هذه التداعيات على ما هي اليوم؟".
ثم عرض رئيس "جمعية درب الجبل" كريم الجسر واقع درب الجبل والتعديات التي جرى رصدها، وقال: "إن المسير السنوي السادس الذي تنظمه جمعية درب الجبل اللبناني بدأ هذه السنة في 5 نيسان (ابريل) من مرجعيون وانتهى في 5 أيار (مايو) في عندقت. وإن هذا المسير يعطي محبي المشي في الطبيعة فرصة التمتع بطبيعة جبال لبنان الخلابة والتعرف على عشرات المعالم الأثرية الثقافية والطبيعية عن كثب وعلى عادات القرية اللبنانية وتقاليدها، وهو بذلك يشجع السياحة البيئية المسؤولة ويساهم في تعزيز الفرص الإقتصادية في القرى التي يمر بها".
أضاف: "في المقابل يساهم هذا المسير أيضا في رصد العديد من الانتهاكات والتعديات البيئية التي تشوه طبيعة الجبال اللبنانية، نذكر منها على سبيل المثال: مجازر صيد الطيور المهاجرة والمحلقة، قطع الأشجار المعمرة كاللزاب والشوح والأرز وأشجار الصنوبر، إهلاك ينابيع المياه، العمران العشوائي، تدمير الدروب القديمة وتعبيد الطرق الزراعية وشق الطرقات الجديدة، انتشار المقالع والكسارات وتحويل مناطق طبيعية إلى مكبات عشوائية".
وأمل الجسر "استنادا إلى القانون رقم251/2014 الذي أقره مجلس النواب حديثا حول تخصيص محامين عامين متفرغين وقضاة تحقيق لشؤون البيئة، أن يأتي هذا المؤتمر داعما لمساعي وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة العدل إلى وضع هذا القانون موضع التنفيذ، وذلك سعيا الى حماية درب الجبل اللبناني".
يذكر أن "درب الجبل اللبناني" أنشئ خلال الفترة الممتدة بين 2006 و2008 بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى شركة "ايكوديت"، مع دعم معنوي من وزارة البيئة. وطول هذا الدرب بين 440 و470 كيلومترا من مرجعيون جنوبا إلى عندقت والقبيات شمالا. وتعنى به "جمعية درب الجبل اللبناني" التي تأسست في 31/10/2007.
البحوث العلمية
على صعيد آخر، التقى وزير البيئة وفدا من المجلس الوطني للبحوث العلمية ضم رئيسه الدكتور جورج طعمة والامين العام الدكتور معين حمزة الذي قال: "عرضنا لمعالي الوزير برامج المجلس الوطني التي تقدم دعما تقنيا وعلميا لمشاريع الوزارة في مجالات الموارد المائية واستثمار الشاطئ وإعادة تأهيل حوض الليطاني. واطلع الوزير على الدراسات التي يجريها المجلس بهذا الخصوص، وسيتم عقد جلسات عمل تفصيلية في وقت لاحق ضمن سياسة الوزير البيئية في لبنان".