"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

شكلت دراسة بيئية حديثة صدمة إيجابية في الأوساط العلمية أثبتت مدى أهمية النبات في امتصاص ثاني أوكسيد الكربون، أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا، لا سيما وأن الأرقام التي توصلت إليها الدراسة مؤخرا أكدت الحاجة أكثر للحفاظ على الغابات والمساحات الخضراء لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والتصدي لتحديات تتربص بنا كبشر نسير القهقرى في اتجاه الهاوية.
وفي هذا المجال، أظهرت نتائج الدراسة الجديدة، ان النباتات تمتص حجما كبيرا من غاز ثاني أوكسيد الكربون أكبر بـ 16 بالمئة مما كان يعتقد سابقا، على ما أشار موقع RT الروسي، نقلا عن مراكز الابحاث الدولية وعلوم المناخ.
وقد استنتج الباحثون بالفعل ان النماذج القديمة بشأن التغيرات المناخية على مستوى العالم، لم تقيم بصورة صحيحة ودقيقة حجم غاز ثاني أوكسيد الكربون (CO2) الذي تمتصه النباتات خلال عملية التركيب الضوئي، أو التمثيل الضوئي Photosynthesis of plants.

التأثير المستقبلي في المناخ

هذه الحقيقة تسمح بتفسير سبب كون حجم هذا الغاز في الجو أقل مما احتسبته نماذج التغيرات المناخية سابقا. وكما هو معروف، فإن احتساب كمية غاز (CO2) في الجو مهم جدا لتقييم تأثيره المستقبلي في المناخ.
تذوب نصف كمية غاز (CO2) المنبعث في المحيطات والبحار أو تمتصه الكائنات الحية. ولكن محاولات تصميم نموذج لهذه العملية على مستوى العالم أمر معقد جدا، خاصة لمدة 10 سنوات مقبلة.

تحليل جديد

في هذا السياق أيضا، أجرى العلماء الأميركيون في دراستهم الحالية تحليلا جديدا لعملية امتصاص الأشجار والنباتات لغاز ثاني أوكسيد الكربون. استنتج الباحثون من كيفية تقسيم الغاز الممتص في أوراق النباتات، بأنها (النباتات) تمتص كمية أكبر من الغاز بنسبة 16 بالمئة مما كان يعتقد سابقا.
ومن جانب آخر ، هناك بعض العلماء، رغم اتفاقهم على ان هذه النتائج ستساعد في توضيح هذا الاتجاه، إلا انهم يعتقدون ان هذا لا يعطي الحق في وضع مسألة ارتفاع درجات الحرارة مستقبلا موضع الشك.

تأثير بنية النباتات في المناخ العالمي

وحسب رأي الخبير بيب كانديل من "Global Carbon Project" ان الدراسة الجديدة تبين مدى تأثير بنية النباتات في المناخ العالمي. ويضيف قائلا: "ان امتصاص النباتات لغاز ثاني أوكسيد الكربون هو أحد العوامل العديدة والكثيرة، التي تؤثر في التغيرات المناخية.
وهنا، يتفق خبراء كثيرون مع نتائج هذه الدراسة، ولكنهم رغم ذلك يعتقدون بضرورة تخفيض كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعث مستقبلا.