fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
يعتبر الخوف سلوكاً تكيّفياً يساعدنا في تحديد التهديدات التي تواجهنا. كتلك التهديدات التي مكّنت الجنس البشري فيما مضى من البقاء على قيد الحياة والنجاة من الحيوانات المفترسة والكوارث الطبيعية التي كانت تتهدده كل لحظة
ويرى علماء النفس أن معظم أنواع الخوف مكتسبة مثل الخوف من العناكب والظلام ، وهذه مخاوف تنمو مع الإنسان منذ نشأته تبعاً للتأثر بالبيئة والثقافة، وليس بشكل غريزي فالطفل لا يخاف من العناكب بشكل فطري ولكنه يبني خوفه هذا من رؤيته لوالديه وكيفية تعاملهم مع العنكبوت.
وبما أن الخوف من العناكب والأفاعي مكتسب فهو مرتبط بالتطور وفي هذا السياق يقول "نورهولم" "في العودة بالزمن إلى حياة الأسلاف نرى أن لأطفال تعلموا عدم مسك الثعابين والعناكب لأنها سامة".
وأظهرت الدراسات النفسية بالتجارب العلمية فإن الأطفال في مرحلة الروضة أو حتى لو كانوا في مرحلة النضوج عندما يُطلب منهم أن يختاروا مجموعة صور لعناكب أو ثعابين فإن ردود أفعالهم غالباً ما تكون سريعة أكثر فيما لو طُلب منهم صورة زهور مثلاً. ويعتقد انه قد اكتسبنا هذا التحيز ضد الحشرات والزواحف بمرور الوقت".
كيف يعالج دماغنا الخوف؟
عندما تتعرض لأمر مخيف فردة فعلك إما أن تكون بالمواجهة أو الهروب ويرى العالم " نورهولم" أن الإنسان عندما يرى أفعى وهو يمشي، فهنالك اختياران لدماغه: الأول ويمثل الأنظمة الحسية في الدماغ. فهي المسؤولة عن تحديد "ما تراه أو تسمعه أو تشمه" ومن ثم ترسل إشارات إلى الدماغ بأن هذا الأمر مخيف. وينسب نورهولم هذه الحالة إلى استجابة (الأدرينالين) التي تجعل قلبك ينبض بسرعة أكبر وتجعل جسدك يتعرق.
والإختيار الثاني كما يقول( نورهولم) رد فعلي موضعه مركز القشرة في الدماغ يقول لك:" لقد رأيت هذا النوع من الأفعى من قبل ولا داع للقلق". ويعتبر رد الفعل هذا منطقي وهو يتغلب على السيناريو الأول. ويصف العالم نورهولم هذه الحالة كحال مسرات الحياة مثل القمار والطعام الذي يفرز تناوله مادة الدويامين و(هو الناقل العصبي يتحكم بمراكز الإطمئنان والمتعة في الدماغ.) .
ويضيف أن " طالبي التشويق نحو الخطر كلما زاد انخراط قشرية دماغهم أكثر وزاد إحساس بأن هذا التصرف منطقياً لا يشكل خطراً ،ويدلل عالم النفس " نورهولم " على ذلك بمن يمارس الرياضات الخطرة حيث يستمر الرياضيون بتصرفهم المتهور لأنهم ينجون من الخطر في كل مرة
ويستمتع بعض الناس بشعور الخوف وبالذات أفلام الرعب بحسب أستاذ الاتصالات والمختص في التأثر الإدراكي والعاطفي لوسائل الإعلام في جامعة بوردو "غلين سباركس" مشيراً في هذا السياق إلى "وجود بعض الفروق الفردية في طبيعة إحساس الناس"
ومن طبيعة بعض الناس السعي وراء التجارب الحسية حيث يعرضون أنفسهم أحياناً لمواقف تثير إفراز الأدرينالين لديهم. ويشبّه سباركس أولئك الذين يستمتعون بمشاهدة أفلام الرعب مع الذين يستمتعون بركوب القطار الكهربائي الدوار في مدينة الملاهي.وبرأي سباركس أن "البحث يعتمد عن التشويق في موضوع الجنس سواء لدى الذكر أو الأنثى ويوضح سباركس أن الرجال يُربّون مجتمعياً على عدم إظهار علامات الخوف والتغلب عليها ولكن من المقبول مجتمعياً أن تظهر النساء علامات الخوف هذه".
وتشير الدراسات إلى أنه مع استمرار تعرضنا للمخاوف هناك فرص للتغلب عليها. وبالتالي ستنمو حالة من التسامح والتآلف مع تلك المخاوف مثل الرياضات المتهورة أوأفلام الرعب أوالثعابين أوالعناكب عبر تعرضنا لها بشكل مستمر.
ولكن هذا لا يمنع من القول أن الشعور بالخوف ليس أمراً سلبياً على الدوام فلطالما شكّل هذا الأمر آلية لبقاء البشر على قيد الحياة طوال ملايين السنين .