بحث

الأكثر قراءةً

راصد الزلازل الهولندي يحذر

اخر الاخبار

راصد الزلازل الهولندي يحذر

علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا

مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ

روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة

الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ

عمرها 70 مليون عام... أول أحفورة لثلاثة ديناصورات متعانقة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, October 22, 2017

عمرها 70 مليون عام... أول أحفورة لثلاثة ديناصورات متعانقة

"غدي نيوز" – قسم البيئة والتنوع البيولوجي -

      

       في ظاهرة لم يرصد شبيها لها العلماء في مجال علم المستحثات Paleontology، تم العثور على بقايا ثلاثة ديناصورات صغيرة، كانت تنام محتضنة بعضها البعض فيما يبدو، في كتلة حجرية اقتلعها صيادون غير شرعيين من الصحراء المنغولية.

يقول الباحثون إن هذه العينة - التي يبلغ عمرها 70 مليون عام - تعدّ أول مثال معروف لجماعة من الديناصورات تنام معا. ويعرف هذا السلوك بـ "الجثوم الجماعي"، وهناك أنواع حديثة عديدة - من قبيل الغربان والخفافيش - تمارس هذا السلوك، الذي يساعدها على تنظيم درجة حرارة أجسامها ويقيها شر المفترسات.

والأمر المرجح أن هذه الديناصورات الثلاثة النائمة كانت تربط بينها صلة قرابة، أو أخوة، حسب قول غريغ فنستون Greg Funston، عالم "المستحثات الفقارية" Vertebrate Paleontologist في "جامعة ألبرتا" University of Alberta في كندا، الذي قاد المجموعة البحثية التي قامت بتحليل هذه الأحافير. يضيف "من الواضح أن ثمة رابطة قوية جمعت بين هذه الديناصورات، التي كانت تعيش معا عند وقت نفوقها".

وقام فنستون بتقديم شرح لهذه الأحافير في 25 آب (أغسطس) الماضي 2017 في "المؤتمر السنوي لجمعية المستحثات الفقارية" في كالغاري (كندا).

 

شبيهة بالطيور

 

وفي معلومات نشرتها دورية "نايتشر" Nature العلمية المتخصصة، فقد صادر ضباط الجمارك المنغوليون هذه القطعة الأحفورية في المطار في العام 2006، ودلّت التحاليل الجيوكيميائية على أن هذه الديناصورات أتت - على الأرجح - من موقع "بوجين تساف" Bugiin Tsav للأحافير في "صحراء غوبي" Gobi desert.

وقام فريدريكو فانتي Federico Fanti عالم المستحثات الفقارية في "جامعة بولونا" University of Bologna في إيطاليا، الذي أشرف على الدراسة الجيوكيميائية بعرض بيانات الدراسة في يوم 24 آب (أغسطس) في المؤتمر ذاته، المتعلق بالأحافير.

صنّف فريق فنستون هذه الأحافير على أنها أنواع جديدة من ديناصورات الـ "أوفيرابتورياد" oviraptorid الشبيهة بالطيور، وهي مجموعة من الديناصورات ذات وجوه صغيرة، وأعناق طويلة، ومناقير خالية من الأسنان، عاشت أثناء "العصر الطباشيري، أي قبل ما بين 145 إلى 65 مليون عام" the Cretaceous period, 145 million to 65 million years ago وهذه المجموعة التي لم تتم تسميتها رسميا بعد، تتميز بوجود عرف أعلى رأسها، يتخذ شكل قبة، وهي تشبه في ذلك طيور الكاسواري الحديثة، كما أنها كانت تمشي على قدمين.

وخلافا لأغلب أحافير الديناصورات، فإن اثنين من الحيوانات الموجودة في الكتلة الأحفورية اللذين لهما هيكلان مكتملان إلى حد كبير وجدا جاثمين، ببطن منحنية إلى الأسفل، وعنق متجه ناحية الجسم، وأطراف أمامية تحيط بالرأس، وهي وضعية تشابه تلك التي يتخذها النعام وطيور الإيمو عند النوم العميق، حسب قول فنستون.

 

متقاربة في العمر

 

قليل من الأحافير التي اكتشفت سابقا احتوى على ديناصورات نائمة، لكن جميعها كانت لحيوانات منفردة، وتشير هذه الأحافير الجديدة إلى أن الجثوم الجماعي تطوّر لدى الحيوانات ذات الحياة الاجتماعية الغنية، حسب قول فنستون.

وينطبق هذا الأمر تماما على ديناصورات الـ "أوفيرابتورياد" oviraptorid الشبيهة بالطيور، إذ كانت هذه الديناصورات تبحث عن الغذاء في جماعات، وكانت على الأرجح تنفش ريشها على مرأى من منافسيها أو أقرانها المحتملين.

وبناء على عرض عظْم الفخذ للهيكلين الأكثر اكتمالا في الكتلة الأحفورية، قدّر الباحثون أن كل حيوان كان يزن 45 كيلوغراما تقريبا، أي أن وزنها كان يزيد بقليل عن كلاب الراعي الألمانية. وكان الهيكل الثالث متشظّيا بدرجة لم تسمح لهم بتحديد وزنه، لكن حجمه يقارب أحجام رفاقه، الأمر الذي يعني أن هذه الحيوانات الثلاثة كانت متقاربة في العمر.

ساعدت أحفورتان منغوليتان إضافيتان لهذه الأنواع ذاتها على تحديد تقريبي لأعمار هذا الثلاثي النائم، إذ بلغت زنة ديناصور بالغ، عثر عليه في موضع آخر 75 كيلوغراما، بينما بلغ وزن عينة ديناصور آخر، عثر عليه في العام 2006 عند مجموعة من الصيادين غير الشرعيين 33 كيلوغراما، وبناء على مرحلة النمو التي بلغتها عظامه، من المرجح أن عمره كان يقل عن عام واحد.

قادت هذه السوابق الفريق البحثي إلى تقدير أن الحيوانات الموجودة في الكتلة تراوحت أعمارها بين عامين إلى خمسة أعوام، الأمر الذي يجعلها تشبه "مجموعة المراهقين الذين يتسكعون في الجوار"، حسب تعبير ديفيد فاريكيو David Varricchio، عالم المستحثات الفقارية في "جامعة ولاية مونتانا" Montana State University في مدينة بوزيمان Bozeman.

وتدل وضعية هذه الحيوانات الثلاثة الصغيرة على أنها كانت تتلامس مع بعضها البعض، الأمر الذي فسره فريق فنستون بأن هذه الديناصورات الغضة كانت تتحاضن التماسا للدفء، مما يعني أيضا أنها كانت تحاول أن تحافظ على درجة حرارة ثابتة، حسب قول فنستون، على الرغم من أن معظم الحيوانات التي تتحاضن التماسا للدفء، تكون ذات حجم صغير. ويخمن فنستون أن طقسا شديد البرودة هو ما دفع هذه الحيوانات إلى اتخاذ هذه الوضعية، أو ربما عاصفة رملية ما.

 

حيوانات اجتماعية

 

لكن باحثين آخرين يتحفظون في تفسير تلك الوضعية، إذ يرى جون غرايدي John Grady عالم الأحياء في "كلية برين ماور في بنسلفانيا" Bryn Mawr College in Pennsylvania، الذي يدرس معدلات الاستقلاب لدى الديناصورات أن هذه الحيوانات ربما اجتمعت معا لتختبئ، أو لأن الموضع الذي وجدت فيه كان "مناسبا جدا للنوم". كذلك يرجّح فاريكيو أن هذه الزواحف الصغيرة كانت تأخذ قسطا من الراحة، أو تختبئ من الظروف البيئية القاسية، ولم تكن نائمة.

لكن فنستون يرى أن الحيوانات الحديثة التي تجثم معا لا تلتصق ببعضها البعض عادةً، إلا بحثا عن الدفء. كما أن الحيوانات التي نفقت بسبب أحداث أخرى من قبيل الفيضانات، تم حفظها في وضعيات مختلفة تماما عن ثلاثي الديناصورات هذا، حسب قوله، الأمر الذي تستبعد معه فرضية أنها كانت مستيقظة.

وبغض النظر عما كان يقوم به ثلاثي الديناصورات الأحفوري هذا، فإن الباحثين يعتقدون أن هذه البقايا تشير إلى أن صغار ديناصورات الأوفيرابتوريات الشبيهة بالطيور كانت حيوانات اجتماعية. كما أن هناك أدلة أحفورية على ديناصورات أوفيرابتوريات بالغة، كانت تجلس في أعشاش، الأمر الذي يجعل فاريكيو يقول إن هذه الديناصورات الصغيرة كانت "تلهو معا"، بدلا من اعتراض طريق الحيوانات الأكبر سنا.

ويضيف قائلًا إن الوضعية النابضة بالحياة والنشاط، الموجودة في هذه الكتلة الأحفورية، توضح أن "هذه الديناصورات عاشت معا، ونفقت معا".

 

لقراءة الموضوع بنصه الإنكليزي ومن مصدر دورية "نايتشر" Nature إليكم هذا الرابط:

https://www.nature.com/news/dinosaur-trio-roosted-together-like-birds-1.22508

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن