"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
يبدو في ما نواكب من تعديات واتنهاكات أن قانون حماية الحيوانات والرفق بها الذي وقعه الرئيس العماد ميشال عون ما يزال بعيدا عن التطبيق، إذ ليس ثمة آليات قانونية لتفعيله، بدليل أن شيئا لم يتغير حتى الآن، فما تزال الكلاب والقطط تتعرض للتعذيب والتسميم، والحيوانات البرية والطيور تقتل وتباد، ما يؤكد أن ثمة ضرورة لتحصين القانون برزمة من المقررات تعمم على سائر البلديات والجهات الأمنية والقضائية.
كنا نتوقع مع صدور القانون أن تتراجع حالات قتل وتسميم للكلاب والقطط والحيوانات البرية، وقد تابعنا في موقعنا ghadinews.net عددا من هذه الحالات (قضية تقطيع الهرة في الجامعة الأميركية، فضلا عن زيارة ميدانية لمنطقة إقليم الخروب بعد انتشار خبر عن نية البلدية تسميم الكلاب فيها والتنسيق مع جمعيات لحلول لهذا الموضوع) إلا أننا نفاجأ بتسميم بعض البلديات للكلاب والقطط في عدد من قرى وبلدات غرب عاليه ومناطق عدة من لبنان.
تسميم كلب
وقبل الحديث عن ما تقوم به بعض الجهات من عمليات إبادة لهذه الحيوانات المفترض أنها باتت محمية، استوقفتنا حادثة قتل كلب تملكه لمخرجة عدد من الأفلام البيئية والإنسانية، والناشطة في مجال البيئة والرفق بالحيوانات ديانا بعيني، فلم يكن أمامها إلا أن ترفع الصوت عاليا، عبر فيلم حمّلته على موقع خاص بها على You Tube وخصت به موقعنا، وطالبت فيه الجهات المعنية بمتابعة الأمر حتى التعرف على الفاعلين ومعاقبتهم.
وفي اتصال مع ghadinews.net، قالت بعيني: "بعض أهل المنطقة واللبنانيين لا زالوا يعتقدون أن الكلاب والحيوانات والطبيعة خلقت ليقوموا بتدميرها كما يشاؤون، وأنا أقوم بتصوير أفلام منها الفيلم الأخير الذي يظهر كلبتي واسمها سيلفيا، وقد سممها أحدهم".
وأضافت: "أحضر فيلم على مستوى عالمي عن هذا الموضوع بالمشاركة مع جمعيات تهتم بموضوع الحفاظ والرفق بالحيوانات"، وقالت: "بلغت البلدية، وسأبلغ القوى الأمنية، ولن أتوقف هنا، بل سأصعد الأمر، خصوصا وأن كلبتي سيلفيا قتلت بالسم"، ودعت "الناشطين الذين يحبون الحيوانات والكلاب والبيئة لدعمي في حملة أنوي التوسع بها".
وأشارت بعيني إلى أن "العديد من مرتكبي هذه الجرائم يعمدون إلى رمي الجثث بعيدا، ولذا لم أتمكن من معرفة العدد المحدد من الحيوانات النافقة، ولكن وفقا لما أعرفه، فهناك على الأقل 20 كلبا مفقودا خلال هذا العام".
وأشادت بعيني بتعاون "بلدية مزرعة الشوف ممثلة برئيسها يحيى أبو كروم"، وأكدت أنه "ضد هذه الممارسات ويحاول أن يضع حدا لها"، وأضافت: "عندما نواجه الفاعلين بوضع السموم، يقولون أنهم يضعونها للثعالب، وهذا الأمر خطر للغاية، فالثعالب والحيوانات البرية هي جزء من الأنظمة البيئية، والسموم تتسرب إلى الأرض والمياه الجوفية"، وحذرت من أن "البعض يضعون كميات كبيرة من اللحوم والعظام المسمومة ويوزعونها في كل مكان، وهذا يؤدي إلى تسمن السلسلة الغذائية في البرية والإنسان ليس في منأى عن الخطر".
مائدة الموت 1
وقالت بعيني في الفيلم الذي صورته وعنونته ـ "مائدة الموت 1": "أريد أن أعرفكم على سيلفيا، أحاول التركيز، لأتمكن من قول كلمات تحفر في الأرواح والقلوب والضمائر، ولكن من زعلي (حزني) لا أستطيع، فسيلفيا أمس كانت تعيش حياة جميلة، زارعة في منزلنا فرحا كبيرا، أخرجتها 10 دقائق لأنظف غرفتها التي تقطنها مع صغارها، ولكنها عادت إلى المنزل وخلال سبع دقائق، ماتت مسمومة، ولم أتمكن حتى من نقلها إلى الطبيب البيطري".
وأضافت: "أشكر طبعا، جيراني الطيبين ذوي الأخلاق العالية الذين زرعوا السم في كل مكان، لكلابنا التي نربيها مثل الأطفال"، وأشارت إلى أنها "الكلبة العشرين التي تموت بهذه الطريقة، بالسم، وبأقل من سنة، وهي الأعداد التي تمكنا من معرفتها، وثلاثة كلاب لي، أحدها تم إطلاق النار عليه، ونفق نتيجة نزيف داخلي وظل على مدى يومين يتعذب وأتعذب معه".
وأكدت أنه "لا تتوقعوا انتهاء الموضوع هنا، لأني لن أسكت بعد الآن، وحان الوقت للناس أن يعرفوا إجرامكم".
أبو كروم: ندرس كافة المعطيات
من جهته، قال رئيس بلدية مزرعة الشوف يحيى أبو كروم لـ ghadinews.net: "تلقينا شكوى من الناشطين في القرية، بأن ثمة تسمما يطاول الكلاب في القرية، ونتحقق من هذا الموضوع ونتعامل معه بجدية، ونحن في البلدية نتابع المواضيع البيئية، والحفاظ على كل مقومات البيئة، والإجراء المتخذ سيتم وفقا للمعطيات، وليس لدينا حتى الآن معلومات كافية، ولكنه أمر خطير على الإنسان والحيوانات"، وأضاف: "نحن سنواجه أي خطوة من هذا النوع، خصوصا وأن ضررها يتجاوز الحيوانات النافقة، بل يطاول نظاما بيئيا متكاملا، لأن هذه الجيف قد يتم تناولها من الحيوانات البرية وتنشر السموم إلى مناطق بعيدة، ونتحرى الموضوع لنعرف إن كان ذلك عن طريق الخطأ أو متعمدا، ونحن مستعدون لكافة الإحتمالات".
قرار وقانون للرفق بالحيوانات
وفي قرار لوزارة الزراعة رقم 849/1 بتاريخ 14 أيلول (سبتمبر) 2012، القاضي بضرورة إضافة محلول مقيئ أو منفر لمادة Methomyl حفاظا على متطلبات الصحة العامة، كما أن قانون الرفق بالحيوانات الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتتضمن المادة السادسة منه، حظر قتل أي حيوان أو القيام بأي عمل من شأنه أن يسبب له ألما أو معاناة أو تعريضه للخطر أو التعذيب، خارج الحالات التي يسمح بها القانون.
هذا وقد أرسل إلينا ناشطون من مناطق عدة، شكاوى عن حالات نفوق عدد كبير من الحيوانات الأليفة، ولكن معظم هذه الحالات لم يتم توثيقها بالصور، وأكدوا أن المرتكبين يبادرون إلى التخلص من جثث الحيوانات في المكبات العشوائية والوديان، وأفاد ناشطون من منطقة بشامون وقبر شمون ورمحالا، أن هناك انبعاثات لرائحة كريهة لجثث متعفنة في المنطقة.
الحفاظ على الضباع
وكجزء من حملة نتابعها لحماية الضبع اللبناني، نؤكد أن هذه الممارسات وكون الضبع يتغذى على الحيوانات النافقة، ما يؤدي إلى تسمم العديد من هذه الحيوانات الهامة للنظام الإيكولوجي، فهي تنظف البيئة من الجيف، ويساهم هذا الأمر بتوسع رقعة تلوث التربة والمياه الجوفية، ولا نستغرب انتشار أعراض غريبة من أمراض، نتيجة هذا التلوث.
لمشاهدة الفيديو إليكم هذا الرابط:
https://youtu.be/1vk1y1SFbG4