"غدي نيوز" – قسم البيئة والتنوع البيولوجي -
مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، والارتفاع المستمر في مستويات انبعاثات ثاني أوكسيد الكربونCO2 في الغلاف الجوي، تمتص مياه البحار والمحيطات المزيد من هذا الغاز المسؤول الأول عن تغير المناخ.
ونتيجة لهذا الامتصاص، زادت درجة "حموضة المحيطات" Ocean acidity والبحار المفتوحة على مستوى العالم، بدرجات أكبر مع مرور الوقت، وتسبب ذلك في حدوث عدد كبير من المشكلات البيئية التي تؤثر على الأحياء البحرية والنظام البيئي الدقيق لبيئة البحار.
النظم البيئية للمياه العذبة
في كانون الثاني (يناير) الماضي، تمكن باحثون معنيون بدراسة علم الأحياء "البيولوجي" من تقديم بعض الأدلة العلمية الأولية على أن هذه العملية التي تحدث في البحار والمحيطات ربما تحدث أيضا في المياه العذبة.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرت يوم الخميس 11 كانون الثاني (يناير) في دورية Cell Press "سل بريس"، إلى أن بعض النظم الإيكولوجية للمياه العذبة أصبحت أكثر حمضية مع ارتفاع الضغط الجزئي لثاني أوكسيد الكربون PCO2.
كما تظهر نتائج الدراسات المعملية أن الزيادة معدل الضغط الجزئي لثاني أوكسيد الكربون في المياه العذبة، يمكن أن يكون له آثار ضارة على نوع واحد على الأقل من القشريات الرئيسية التي تعيش في بيئة المياه العذبة، ما يجعلها أقل قدرة على الإحساس بالخطر والدفاع عن أنفسها ضد الكائنات المفترسة.
وتشير النتائج إلى أن زيادة مستويات ثاني أوكسيد الكربون قد تكون لها آثار واسعة النطاق على النظم البيئية للمياه العذبة في المجمل.
وتوضح الباحثة الرئيسية في الدراسة، ليندا فايس من "جامعة بوهر" في ألمانيا، أنه غالبا ما يطلق على تحمض المحيطات "توأم التغير المناخي الشرير"، وتوضح الكثير من الدراسات الحديثة الآثار السلبية الكبيرة الناتجة عن ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون على النظم الإيكولوجية البحرية.
نقص في البيانات
وتابعت فايس: "مع ذلك، فقد تم إغفال النظم الإيكولوجية للمياه العذبة إلى حد كبير، وتشير بياناتنا إلى مشكلة أخرى ناتجة عن الضغط الجزئي لثاني أوكسيد الكربون، وهي أكسدة المياه العذبة المعتمدة على هذا الضغط".
وتظهر الدراسات المتعلقة بأكسدة مياه المحيطات أن هناك عواقب كبيرة على شبكات الغذاء المعتمدة على الكائنات البحرية مثل الأسماك، ودورات التغذية والإنتاج، والتنوع البيولوجي.
وبينما أبدى معدو الدراسة دهشتهم من القليل الذي تمكنوا من معرفته عن تأثر ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، يتوقع باحثون أن يكون ارتفاع في نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي كان قد حدث، لكن هناك نقصا في البيانات بشأن هذه الزيادة.
وللتحقق من النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أجرى الباحثون دراسات عملية على 4 خزانات مياه عذبة في ألمانيا، وأظهرت هذه الدراسات من خلال تحليل بيانات على مدار 35 عاما، منذ العام 1981 وحتى 2015، استمرار زيادة الضغط الجزئي لثاني أوكسيد الكربون، وفق ما ذكر "أخبارك نت" akhbarak.net.
كما يكون هذا الضغط مصحوبا بانخفاض معامل الرقم الهيدروجيني PH، ما يعني انخفاض درجة الحموضة في حالة مياه المحيطات.