"غدي نيوز"
توصل فريق بحث هولندي إلى دواء جديد يحقن في الجسم، ولديه القدرة على وقف أعراض الشيخوخة لدى الفئران، ما يشير إلى إمكانية تكرار التجربة بنجاح على البشر.
ونشر الفريق الذي يعمل في المركز الطبي لجامعة إراسموس روتردام في هولندا، تفاصيل أبحاثه الجمعة الماضية في دورية Cell العلمية.
وبحسب وكالة "الأناضول" التركية، أجرى فريق البحث تجربته على فئران متقدمة في العمر مبرمجة وراثياً على الشيخوخة بصورة أسرع وأخرى تشيخ في العمر بعلاج كيماوي.
وأوضح أن التجربة تعتمد على إظهار الخلايا التي أصيبت بالشيخوخة في الجسم وتوقفت عن الانقسام، وتتراكم هذه الخلايا بصورة طبيعية مع العمر، وتنهض بدور في التئام الجروح ومكافحة الأورام.
لكن بينما تبدو هذه الخلايا التي أصيبت بالشيخوخة هادئة، فهي في الوقت ذاته تفرز موادا كيماوية تسبب التهابات وتسهم في حدوث الشيخوخة.
وابتكر العلماء دواءً جديداً عبارة عن جزيء من الأحماض الأمينية يدعى "البيبتيد" (Peptide) ينتقي تلك الخلايا ويقتلها من خلال إحداث اضطراب في توازن المواد الكيماوية داخلها، وحقنت الفئران بالدواء الجديد ثلاث مرات أسبوعياً، واستغرقت التجارب نحو عام.
وأظهر الاكتشاف الجديد استعادة الفئران المتقدمة في العمر حيويتها، إضافة إلى نشاط إنبات الفرو الذي يغطي جسدها وبعض الوظائف العضوية الأخرى.
وأشارت النتائج أيضاً، إلى أن وظائف الكبد استعادت نشاطها بسهولة وضاعفت الفئران المسافة التي تقطعها على العجلة الدوّارة.
وقال قائد فريق البحث عالم البيولوجيا الخلوية بيتر دي كيزر، إنه لا توجد أي علامات تشير إلى آثار جانبية، ويعتقد أن الدواء قد يكون له تأثير محدود أو ربما ينعدم تأثيره على الأنسجة الطبيعية.
وعن إمكانية استخدام هذا الدواء لعلاج الشيخوخة، أضاف كيزر: "أتمنى ذلك، لكن العبرة بالنتائج"، إذ يعتزم الفريق إجراء تجارب على البشر أملاً في التوصل إلى علاج للشيخوخة.
وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال عالم الأحياء الجزيئية في "جامعة مونتريال" في كندا، فرانسيس رودييه: "بالتأكيد تقدم هام في هذا المجال، فهذه هي المرة الأولى التي يتمكن أحد ما في التخلص من الخلايا المصابة بالشيخوخة من دون أي آثار جانبية واضحة".