"غدي نيوز"
استضاف رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي ندوة عن مفاعيل "مؤتمر سيدر والشراكة بين القطاعين والعام"، بمشاركة رئيس الهيئات الاقتصادية رئيس اتحاد الغرف اللبنانية وغرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير ورئيسة الهيئة العامة لمجلس ادارة المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس ريا الحسن والرئيس الأسبق لغرفة طرابلس محمد إبراهيم زوق ورئيسة تجمع سيدات الاعمال اللبنانية ليلى سلهب كرامي ونائب رئيس الغرفة ابراهيم فوز وعضوي مجلس الإدارة مجيد شماس ومحمد عبدالرحمن عبيد والدكتورة ديما جمالي وفاعليات اقتصادية واجتماعية وأكاديمية وبلدية ومصرفية ونقابية.
بعد النشيد الوطني وكلمة لرئيسة الدائرة التجارية والعلاقات العامة في الغرفة ليندا سلطان، كانت كلمة لدبوسي قال فيها: "نلتقي في هذه الندوة لنستعرض معا مواطن القوة التي يملكها لبنان من طرابلس الى مصادر الغنى الكبيرة والكبيرة جدا التي تحتضنها المدينة ومناطق الجوار الشمالي، ولكن ما يؤسف أننا ومن الناحية الواقعية ولغاية هذه المرحلة لم نتمكن من تسجيل النجاح على نطاق إدارة شؤوننا العامة ولا سيما على مستوى الادارة العامة، إلا أننا من جهة أخرى سجلنا قصص نجاح مميزة على الصعيد العائلي والافرادي، وشكلنا موارد بشرية متفوقة وبشكل خاص في مختلف بلدان الانتشار، كما كانت مبادرات القطاع الخاص هي العنصر الجاذب للاستثمارات في المشاريع الكبرى، وشكلنا حضورا مميزا في تركيبة المجتمع الدولي نحن جزء أساسي فيه، كما عملنا على مواكبة نظام العولمة قبل أن يتوافد علينا هذا النظام في الفترة المتأخرة".
أضاف: "من حسن حظنا في هذه المرحلة التاريخية من مسيرة حياتنا السياسية والتشريعية والدستورية أن لدينا في سدة الرئاسة العماد ميشال عون وعلى المستوى الحكومي لدينا رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري الذي يعمل بشغف عبر مسؤوليته الوطنية، وجاء انعقاد مؤتمر "سيدر" في فرنسا ليتأكد لنا أن الثقة الدولية بلبنان وبالحكم القائم كبيرة وهي أهم من الأرقام، على رغم أهمية ما تم رصده لتطوير وتحديث البنى التحتية والخدمات والمرافق".
ولفت الى أن "طرابلس باتت حاجة حيوية ومحورية للبنان والمدينة، ومناطق الجوار الشمالي تحتاج بدورها الى الشراكة مع مختلف مكونات المجتمع، وسبق للرئيس محمد شقير أن زارنا في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي مؤيدا لمبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية"، وكان ذلك كرئيس لاتحاد غرفنا اللبنانية وكرئيس لغرفة بيروت وجبل لبنان وقبل ان يصبح رئيسا للهيئات الاقتصادية اللبنانية، ووعد بعقد اجتماع للهيئات في غرفة طرابلس للغاية عينها". وأكد أيضا مكانة طرابلس المحورية على مختلف المستويات سفير الصين باعتبارها حلقة على طريق وحزام الحرير، وكان وقتها ضيفنا، وشارك في المناسبة الامين العام للخصخصة والشراكة زياد حايك، كما كانت معالي الرئيسة ريا الحسن التي تمتاز بمسيرة من النجاح المتواصل، وأعتقد جازما بأنها لا يمكن أن تكون الا مدماكا أساسيا في مشروع "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" لانها لا تمتلك نظرة سوداوية للأمور وهي مدعومة من الرئيس الحريري، وحينما قدمنا لدولته مسودة المبادرة في حضورها أكد دولته أن الاموال التشغيلية موضوعة بتصرفها بشكل دائم لتطوير اعمال المنطقة الاقتصادية الخاصة".
وتابع: "عندما نتحدث عن مكانة طرابلس ودورها ووظيفتها، لا بد لنا من أن نلقي الضوء على ما يحضر أعضاء السلك الديبلوماسي العربي والاجنبي للقيام به لجهة افتتاح قنصليات ومكاتب تمثيلية في طرابلس، في الوقت الذي يتم اعتماد مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية رسميا من الحكومة اللبنانية، لذلك علينا ان نعمل معا في مناخ التعاون والشراكة للنهوض معا باقتصادنا الوطني من طرابلس، ومن يمتلك الكثير يطلب منه الأكثر فلنستثمر طاقاتنا الايجابية التي تساعد على التعاضد لبناء الذات وتهيئة البنية المتينة للوظيفة الجديدة والهوية الجديدة للبنان من طرابلس".
شقير
وأشار شقير الى أن "دبوسي عرض الفيلم الوثائقي المتعلق بمبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية بخمس لغات من لغات العالم المختلفة، ولكننا نريد أن نؤكد أمامكم وبلغة واحدة اننا نحب طرابلس، والشكر للرئيس دبوسي على هذا اللقاء الذي كان مناسبة لنلتقي مع هذه الوجوه الطيبة". وقال: "سنستمع لشروحات زياد حايك عن مفاعيل مؤتمر سيدر الذي لعب خلاله الرئيس سعد الحريري دورا وطنيا في تثبيت الثقة بلبنان، فالشكر للرئيس الحريري والشكر الكبير والشكر الموصول أيضا للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الدعم الفاعل الذي وفره للرئيس الحريري وللبنان".
جمالي
ورأت جمالي في كلمتها ان "هناك فرصا كبيرة متاحة لطرابلس في المرحلة اللاحقة، وهناك اساسيات ان لا تنمية دون اقتصاد نام"، وقالت: "الرئيس سعد الحريري يعمل لدعم لبنان ومصلحة طرابلس، وهناك ثلاث مليارات من الدولارات تم رصدها لطرابلس والشمال وتوفر فرص عمل، وليس هناك وعود وأوهام ب وكل المرافق ستنعم بخطط للنهوض بها، من المنطقة الاقتصادية الخاصة الى المرفأ وسكة الحديد".
وختمت: "وضعت نصب عيني أنني سأكون منحازة الى دعم المشاريع الانمائية وسأكون دائما معكم لانني أحب طرابلس".
حايك
وتحدث حايك في مداخلته عن "مكانة طرابلس من حيث الموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي جذب الفينيقيين ليجعلوا منها عاصمة لمدن ثلاث اي بمعنى ان طرابلس تمتلك كل المواصفات التي تجعل منها عاصمة اقتصادية وتحتضن كبريات المرافق العامة كما تحتضن الكثير من مصادر الغنى، ما يحتم العمل على تأسيس هيئة عامة أو مجلس يضم كل الطاقات لإعداد الدراسات المتخصصة التي يتم من خلالها القيام بإعداد خريطة طريق منهجية لإقامة وتنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى". ولفت الى ان "أوتوتستراد بيروت طرابلس يجب ان يتسم بطابع الاولوية لأن التواصل بين بيروت وطرابلس شيء أساسي وحيوي". وقال: "الحكومة لديها النية لإعادة تأهيل وتوسيع مطار رينيه معوض على أساس الشراكة. هذا المشروع يسلط الضوء على تشغيل المطار لرحلات الطيران والشاحنات والرحلات الداخلية وهناك خطط لتنظيم حركة الطيران فيه".
وتابع: "يتوقع من المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس خلق نشاط اقتصادي إضافي وتعزيز قطاعات جديدة ذات قيمة مضافة، وتعزيز الصادرات الصافية للسلع والخدمات، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطوير مهارات وخبرات الموارد البشرية وتعزيز نقل التكنولوجيا، والحاجة إلى إنفاق استثماري بما في ذلك البنية التحتية والمرافق التجارية والصناعية كما سيتعزز دورها حينما يتم تنظيم إكتشافات النفط والغاز".
وتطرق الى "قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص"، فشرح "مضامين القانون ومراميه إذ تميز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بأنها شراكة طويلة الأمد تهدف إلى تقديم خدمات عامة، وإنشاء البنى التحتية عن طريق الاستفادة من الكفاءة الإدارية والقدرات التمويلية للقطاع الخاص. وتتميز هذه الشراكة بأنها ليست شراكة برأس المال ولا شراكة بالأرباح، بل هي أيضا شراكة بالمخاطر، فالقطاع العام يحول إلى القطاع الخاص جزءا من مخاطر المشروع ويحتفظ بأخرى، وهذا ما يميز الشراكة عن الخصخصة وعقود الإدارة. فالخصخصة تنطوي على تحويل مخاطر المشروع من ربح وخسارة إلى القطاع الخاص، بينما تكتفي الدولة بدور التنظيم والرقابة. أما عقود الإدارة فتقضي باحتفاظ الدولة بالمخاطر كلها، لأن دور القطاع الخاص يقتصر على تقديم خدمة ما لقاء بدل يتفق عليه بين الطرفين. أما في ما يخص الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فهي تشمل كل درجات الشراكة في المخاطر بنسب تختلف من مشروع إلى آخر بحسب المشاريع والاتفاقات المبرمة، يتحمل القطاع الخاص في عقود الشراكة مخاطر التطوير والتصميم والتشييد والتشغيل والاستكشاف والتمويل والتضخم. وهنا تكمن أهمية هذه الشراكة إذ إن القطاع الخاص أكثر دينامية لجهة التطوير والاستكشاف".
ولفت الى ان هناك "اعدادا لتأسيس مركز معلوماتي مركزي يتم فيه تخزين كل المعلومات وسيتم ربط هذا المركز بشبكة "الفايبرأوبتيك" وهناك امكان لقيامه في طرابلس وبشكل مواز لبيروت ويمكن اقامة مراكز مشابهة في اي منطقة لبنانية أخرى، كما هناك بحوث لإيجاد حلول عملية لمواجهة مسألة المحارق والنفايات وسيتم وضع ضوابط للتلزيم".
وخلص الحايك الى الإعراب عن تفاؤله بالمستقبل "لجهة الفرص المساعدة التي وفرها مؤتمر "سيدر" وبالدور الوطني الذي يقوم به الرئيس سعد الحريري، فمؤتمر "سيدر" فرصة للنهوض بالاقتصاد الوطني والرئيس الحريري حينما يعاود ترؤسه الحكومة المقبلة بعد الاستحقاق الانتخابي العام، فان المسيرة الانمائية ستتواصل وهناك استكمال لما بدأته الحكومة الحالية من خطط وبرامج ومشاريع".