خاص"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
لا يمكننا توصيف التعدي على الحيوانات الأليفة إلا بموجة "تسونامي المجازر" طاول الكلاب والقطط الشاردة، فمن مجزرة تطاول الكلاب شمالا بتسميمها بمادة "اللانيت" الشديدة السمية في مزرعة خصصت لحمايتها والمحافظة عليها في منطقة الميناء طرابلس، إلى بلدة الكفور قضاء النبطية جنوبا حيث بادر مجهولون لوضع السم قرب مصادر للمياه ما أدى إلى نفوق ما يزيد عن 20 كلبا وعددا غير معروف من القطط.
هذا فضلا عن فيديو يوثق "تدويخ" هررة صغيرة من قبل قاصرين بإمساكها من ذيلها وضربها بالحائط ما أدى إلى نفوقها، وهذا كله مؤشر خطير لاستنزاف الرحمة والشفقة والأخلاق وينبئ بـ "تلوث مجتمعي" يشمل كافة فئاته العمرية دون استثناء، ما يجعلنا نشعر بالإحباط من مستقبل هذا الوطن وسط أزماته السياسية والبيئية والإقتصادية لتضاف إليها أزمات مجتمعية خطيرة تهدد ما بقي من قيم ومناقب.
تهديدات موثقة
فقد وصلتنا صور توثق مجزرة طاولت كلاب يقتنيها الناشط "عمو محمود" في أرض يستأجرها في منطقة الميناء في طرابلس شمال لبنان، ما أدى حتى الآن إلى نفوق 40 كلبا، فضلا عن تلك التي تحتضر.
وقال ناشطون أن تهديدات عدة موثقة وصلت "عمو محمود" من أحد الأشخاص ويدعى (ص.ع) بأنه ينوي تسميم الكلاب التي يقتنيها، فضلا عن محاولات لقتل هذه الحيوانات التي يقتنيها لوضع اليد عليها، وقد أدت حوادث عدة تارة بإطلاق النار، وطورا بتسميمها كما حصل صباح اليوم، إلى نفوق العديد منها، وقد تداعى ناشطون بالتعاون مع أطباء بيطريين لإنقاذها، ويحاول الجميع تقديم المساعدة، بالإسعافات الأولية والرعاية الطبية علما أن عددا كبيرا من الكلاب مفقود، فيما تم العثور على كلاب أخرى وهي في حالة احتضار.
دس السم
وفي بلدة الكفور جنوبا، دست جهة مجهولة السموم في أنحاء البلدة ومنذ أربعة أيام وخصوصا قرب مصادر المياه، وهي عبارة عن مواسير (نباريش) تأتي إليها الحيوانات لتشرب خلال هذه الفترة بسبب الحر الشديد، ما شكل فخا لاقتناصها جميعا، وأدى هذا الفعل الشائن إلى نفوق ما يزيد عن 20 قطا بالإضافة إلى كلبين، وتخوف مواطنون من الإبلاغ عن هذه الحادثة لأسباب عدة، وقد وصلتنا من ناشطين مقربين من مصادر في البلدة.
أما فيديو "تدويخ القطط الصغيرة" ثم ضربها بالحائط فأقل ما يقال عنه أنه سادي، خصوصا أنه صادر عن مجموعة من الشباب القاصرين، وفور انتشار الفيديو على صفحة أحدهم المدعو (ج. م)، بادرت ناشطتان بالتوجه من صيدا إلى منطقة الزعيترية قرب الجديدة، لمحاولة إنقاذ ما تبقى منها، وقالت إحداهما وهي غنى بيات لـ ghadinews.net: "وصلنا بعد منتصف الليل من صيدا إلى منطقة الزعيترية، لنشاهد منظرا مروعا، 7 شبان بينهم بعض القاصرين دون 16 سنة وإثنان حوالي العشرين من العمر، حول قطتين صغيرتين إحداهما سوداء والثانية بيضاء، وقد تم دوس رأسيهما، ولم نجد أي قطط أخرى، علما أن الفيديو يظهر في إحدى الزوايا عددا من القطط"، ولحظت بيات أن "الشباب كانوا بحالة غير طبيعية، ووجوههم صفراء، وربما كانوا يتعاطون الكحول وعقاقير مخدرة".
اعتصام
وقد تداعت جمعيات الرفق بالحيوان وتوجه وفد منهم إلى مزرعة "عمو محمود" شمالا، وأشار مصدر إلى أن الجمعيات تنوي اتخاذ إجراءات قانونية بحق من يثبت تورطه في هذه الجريمة البشعة.
من جهة ثانية ينوي ناشطون تنظيم اعتصام كبير خلال الأيام القادمة، بينما تنوي الناشطة والإعلامية غنى نحفاوي بالإضافة لإعلاميين آخرين تقديم دعوى لدى النيابة العامة غدا الإثنين حول هذه المجازر، وسنواصل تقديم آخر المعلومات حول هذا "التسونامي" الجائر.