"غدي نيوز"

في زيارته الأخيرة لـ "محمية أرز الشوف للمدى الحيوي"، كأحد الخبراء في مجال تقييم القائمة الخضراء في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا،، وأحد خبراء الـ IUCN في لجنتين Commissions، إحداها بالمحميات الطبيعية والثانية بإدارة النظم البيئية، أكد خالد علام من وزارة البيئة المصرية، ورئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي أن ثمة ما هو إيجابي في ما يتعلق بالمحمية لجهة إدراجها في القائمة الخضراء.

ويستند علام إلى تجربة غنية في هذا المجال، صقلها عبر خبرة طويلة معززة بالعلم والمعرفة، وكانت مناسبة ليجري معه "غدي نيوز" حوارا مقتضبا، حول زيارته للبنان، وكان هذا الحوار:

"غدي نيوز": ما هي طبيعة زيارتكم للمحمية؟

علام: نحن حاليا في مرحلة التقييم الحقلي لمحمية أرز الشوف، بعد أن تقدمت منذ أشهر عدة بملف للترشح على القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية، التابعة لـ "الإتحاد الدولي لصون الطبيعة" IUCN، وقد استكملت الملف وردت على كافة استفسارات التي طلبتها مجموعة الخبراء الدوليين، تبعا للإجراءات المتبعة نبدأ باختيار بعض الخبراء لزيارة المحمية بهدف التأكد من أن الإدارة الموجودة على أرض الواقع تتوافق مع ما أرفق بالملف من مستندات، وهي فعليا محمية فعالة على وجه الأرض، ونقوم بالتقييم ورفع تقرير للجنة الدولية العليا لاتخاذ قرار بإعلان المحمية على القائمة الخضراء.

"غدي نيوز": وهل المحمية مرشحة لتكون على القائمة الخضراء؟

علام: لا زلنا في اليوم الأول من الزيارة ومن الصعب الحكم، ولا زال هناك ثلاثة أيام، وسنقرر إن كانت المحمية من ضمن القائمة، لكن الملف المقدم قوي جدا ويساعد على ان نسأل أسئلة توضيحية فقط، وانطباعي في اليوم الأول جيد وإيجابي، ويوحي إن استمرينا بهذه الوتيرة خلال الأيام القادمة فإن التقرير الذي سيرفع للجنة العليا في IUCN سيكون إيجابيا وقد تعلن على القائمة الخضراء، ولكن لا يزال الوقت مبكرا لتحديد هذا الأمر.

"غدي نيوز": نود أن نوضح للقارىء ما هي القائمة الخضراء للقراء؟

علام: استحدثت القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية بعد محادثات ومفاوضات كثيرة على المستوى الدولي، وتبناها الإتحاد الدولي لصون الطبيعة، لنستطيع تحديد المحميات الفعالة بإدارتها للموارد الطبيعية، وتصنيفها بعيدا عن المحميات الأخرى، وهي محميات معلنة على الورق فقط، فنحن نتأكد من أن المحمية تنفذ أنشطة فعلية على الأرض ومن ضمن أهدافها حماية وصون الموارد الطبيعية وتخفيف الضغوط الواقعة على القيم الرأسية في المحمية، وادماج المجتمعات المحلية في عملية اتخاذ القرارات فيما يختص بإدارة الموارد الطبيعية، وتدعيم المجتمع المحلي وأن يكون له رفاهية أفضل نظرا لعمل ووجود المحمية، لذا نحاول التأكد من وجود هذه الأمور على الأرض، وعندما يتم إعلان محمية على القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية، تتسلم شهادة من الإتحاد الدولي لصون الطبيعة مفادها أن هذه المحمية هي نموذج يحتذى به للمحميات في كافة أنحاء العالم، وأنه يمكن اتباع السياسات التي تنفذها إدارة المحمية في حماية مواردها الطبيعية، والتعامل مع المجتمع المحلي، في أنها تشجع محميات على المستوى الدولي أن تحذو حذو المحمية المعلنة على القائمة الخضراء ، وهي آلية جديدة بهدف تشجيع المحميات المعلنة على الورق بالتحول إلى محمية فعالة بالقيام بأنشطة فعالة لحماية وصون الطبيعة على وجه الأرض عموما وأن تكون فعالة في صون التنوع البيولوجي ، وذات إدارة فعالة وتدعم المجتمع المحلي.

"غدي نيوز": كيف تنظرون للإعلام البيئي خصوصا في مواكبة القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية؟

علام: دور الإعلام البيئي في وطننا العربي محدود إلى حد ما، لكن بدون إعلام يدعم ليس القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية فحسب، بل التنوع البيولوجي بشكل عام، يكون مردوده ضعيفا للغاية، فنحن نعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية المحميات ونوفر وقتا وجهدا كبيرين، ونتمنى أن يكون وعي الزوار والمجتمعات المحلية والسياح أفضل في مجال حماية التنوع البيولوجي، ذلك أن المحميات تقوم ببرامج توعوية على المستوى المحلي، ولا يمكن أن يكون وقعه كبيرا بدون الإعلام البيئي بما لديه من القدرة للوصول لكافة فئات المجتمع، وأنماطه وأشكاله المختلفة، ولديه طريقة لإيصال الرسائل الخاصة بحماية الطبيعة بسلاسة، والتي من الصعب على الأخصائيين والخبراء مثلنا إيصالها، وأن تكون مؤثرة على سلوك الشعوب وهو ما سيساعد كثيرا ويسرع من عمليات الصون التي تتم، ويقلل من التهديدات الواقعة على التنوع البيولوجي مع زيادة الوعي، وحتى لا يقوم الناس بتصرفات خاطئة وسلبية ضد المحميات والتنوع البيولوجي، وهو أحد الأعمدة الرئيسية في برامج إدارة التنوع البيولوجي وصون المحميات، ونتطلع أن يزداد دور الإعلام البيئي في السنوات القادمة في الوطن العربي وفي المستقبل القريب.

"غدي نيوز": هل ثمة كلمة أخيرة؟

علام: نشكر للبنان على هذه الإستضافة، وعسى أن نساعد في إعلان محمية أرز الشوف كأول محمية على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط ضمن القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية، وسيكون شرف لنا، فلبنان من البلدان المحبوبة على مستوى الوطن العربي وزرته مرات عدة، ولكن استمتع حاليا برؤية الجانب الذي لم أره من قبل، أي الجانب الريفي المتوفر في البلدات (الضيعات) حول محمية أرز الشوف.