"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
انضم 15 موقعا طبيعيا جديدا إلى "القائمة الخضراء للمناطق المحمية والمحميات الخاصة بـالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" IUCN Green List of Protected and Conserved Areas، وهو أول معيار عالمي يعترف بأفضل الممارسات في المناطق المحمية، وحصلت هذه المواقع في مصر وفرنسا والأردن وكينيا ولبنان والمكسيك وبيرو والإمارات العربية المتحدة على الشهادة بتاريخ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP 14 في مصر، وبذلك يصل العدد الإجمالي للمواقع المدرجة في القائمة الخضراء لـ IUCN إلى 40.
وقد بدأ العمل على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، التي تم إطلاقها في عام 2014، بقياس فعالية المناطق المحمية، وتكافئ المنظمة بالتالي أفضل المواقع، وتوفر حافزا للمواقع في كافة أنحاء العالم لتحسين إدارتها. ويتم اعتماد المواقع الخضراء المدرجة على أنها مواقع تدار بفعالية وتحكم بشكل عادل، مع تأثير إيجابي على البشر والطبيعة.
وفي هذا السياق، وعلى هامش المؤتمر، التقى "غدي نيوز" منسق "اللائحة الخضراء" في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة جيمس هاردكسل James Hardcastle، وكان هذا الحوار:
"غدي نيوز": نريد التحدث عن وضع محمية الشوف للمدى الحيوي على "لائحة القائمة الخضراء للمحميات" IUCN Green List for Reserves؟
هاردكسل: "أعتقد أولا أن هذا إنجازا رائعا للعديد من الأشخاص، كما أن معيار IUCN Green List، يصنف المحافظة الجيدة على التنوع البيولوجي والطبيعة، وليس على النتائج فحسب، بل على الطريقة المتبعة للقيام بهذا الأمر، وما وجدنا في محمية الشوف أنها قُيمت بطريقة مستقلة، وأصبحت الآن (نموذجا عالميا) Global Model للحفاظ الجيد على التنوع خصوصا في لبنان، وعلى الرغم من الظروف المحيطة والتحديات، ولكن في لبنان فقد تم تحويل التحديات إلى حلول، وتم الإلتفاف حول كل مشكلة، وأعتقد بالنسبة للشوف، وكل مرشح من المحميات الفائزة في المنطقة، فلا يمكن القول أن الحالة صعبة ولا يمكن انجاز شيء بعد الآن، بل أن هناك طرقا وهناك أشخاصا تمكنوا من المحافظة بصورة جيدة على المنطقة، وهذا أمر هام بالنسبة لمحمية الشوف، وهي الآن معترف بها عالميا، وهناك أمثلة أخرى شاهدناها من المكسيك، البيرو، كوريا وفييتنام تعمل بذات المعايير، إلا أن هذا الإنجاز يسجل لمحمية الشوف لجهة الفخر والثقة والعمل الجيد الذي تم إنجازه، فضلا عن الدافع للإستمرار في العمل وإنجاز المزيد، وهذا أمر حقيقي، وكـ IUCN نحن سعداء بدعوة محمية الشوف لتصبح لاعبا عالميا وليس وطنيا فقط.
"غدي نيوز": كيف يمكن مقارنة محمية الشوف مع المحميات الأخرى في البلاد العربية؟
هاردكسل: من الصعب كما يقال بالإنكليزية مقارنة التفاح بالبرتقال، فكلاهما فواكه ومذاقها جيد، ولكنها مختلفة، وعلى الرغم من التشابه بين المحميات في البلاد العربية إلا أنها مختلفة، في نوعية التحديات، أنواع النظم البيئية Ecosystems، الأبعاد المجتمعية Social Dimensions، ولكن هناك العديد من أوجه التشابه، ولدينا في معايير القائمة الخضراء أسسا للمقارنة تتخطى الحدود، وتتأقلم مع المعايير، ولكن ما نستطيع مقارنته هو مساهمة المحمية في الحفاظ على الطبيعة، وهذا ما يعتبر منارة في المنطقة العربية، ويمكن للمحميات الأخرى في المنطقة أن تتعلم من تجربة محمية الشوف وأن تتواصل معها، كما أن المحميات الأخرى في المنطقة التي وصلت إلى هذه المعايير يمكنها ان ترفع رأسها عاليا، وبأنها قامت بالعمل المطلوب، وأنه يمكن التشارك بالتجارب والخبرة مع المناطق الأخرى، وأن الـ IUCN مع المحمية نحمل هذه المسؤولية، بالمشاركة بهذه التجربة مع المنطقة، بالتعاون والمشاركة مع شركائنا وأعضائنا، ومنهم "غدي نيوز" في الترويج لقصة النجاح هذه حتى لا تبقى غير معروفة ومعزولة، خصوصا إذا كان هناك من يهتم بهذه التفاصيل فيمكنه إيجاد هذه المعلومات وطرق التواصل، لا سيما وأن برنامج القائمة الخضراء شفاف، فيمكن لأي كان رؤية المعلومات وما ينجح بالضبط وكيف، والتعلم من ذلك والمشاركة والتواصل.
"غدي نيوز": هل وصل موقع آخر في لبنان إلى القائمة الخضراء؟
هاردكسل: عند زيارتي إلى لبنان وجدت العديد من المواقع التي تتمتع بالإمكانية، أحدها جبل موسى، وهو موقع متميز ونموذج إدارة جيد، وبقيادة قادرة على تجاوز التحديات، وفريق عمل يكرس نفسه بصورة مثيرة للإهتمام، ويمكن أن تكون هذه المحمية مرشحة وخلال وقت قصير مع القيام ببعض النشاطات لتصبح واحدة من المحميات على القائمة الخضراء وتخضع لمعاييرها، مع التركيز أيضا على مناطق أخرى ليست متمكنة، على سبيل المثال شاطئ صور، فهو بعيد في الوقت الحاضر عن معايير القائمة الخضراء، ولكن ما لدينا اليوم هو مسار واضح، وما نحتاجه بالضبط جعل هذه المنطقة ناجحة، واستخدام خبرة القائمة الخضراء ودراسة حالة وتجربة محمية الشوف، وجبل موسى والمناطق الأخرى في المنطقة، وتوفير الدعم لشاطئ صور، والمناطق المحمية الأخرى ومساعدتها على التحسن، وإن استطعنا باستخدام القائمة الخضراء لتحسين المناطق المختلفة بلبنان ولو بنسبة 20 بالمئة، فهذا تحسن ملحوظ ومفيد وسيكون أمرا رائعا، ولكن إن استطعنا تحسين وتطوير كل منطقة محمية في لبنان وجعلها معترف بها، وتطوير فعالية وأداء في عمل الحفاظ على الطبيعة فسيكون أمرا مميزا للغاية.
"غدي نيوز": ماذا عن تعاونكم وعلاقتكم مع وزارة البيئة في لبنان؟
هاردكسل: نحن سعداء بحضورهم الحدث البارحة، وعندما كنا وعملنا في لبنان، تلقينا دعوة من الوزارة كشريك وعضو معنا في المنظمة، وكانوا داعمين لعملنا ووفروا لنا المعلومات، وكانوا واضحين بما يريدونه منا، وكأعضاء من IUCN، فنحن سعداء بهذا التعاون، وهو مثال هام يقتدى به، ونحن سعداء بهذا التعاون ويمكننا القيام بالمزيد، ونتطلع لدعم عملنا وتقويته، وأن نظل على تواصل مستمر مع الوزارة وربما نتطلع إلى استراتيجية لعمل IUCN خلال السنوات الخمس القادمة، فنحن نعمل على مستوى عالمي، كما نعمل في مصر على سبيل المثال، فمن المهم أن نتبع استراتيجية كعمل مناطقي وعالمي لنعمل بها كمنظمة في لبنان، وسيكون أمرا مميزا، فلدينا الآن القائمة الخضراء كبداية وكتعاون، فربما يمكننا تطوير استراتيجية ما يمكننا القيام به لاحقا، وكيفية دعم تلك الأمور، مع شركائنا الآخرين وليس مع الوزارة فحسب، بل ومن المهم انضمامهم أيضا، مثل الإعلاميين ووسائل التواصل وغيرهم.