"غدي نيوز"
أفاد بحث علمي أن جرثومة تعيش في أحشاء الحشرات العصوية يمكن أن تساعد العلماء في الكشف عن حل لغز مقاومة المضادات الحيوية.
وتجري دراسة تلك الحشرة الضخمة التي تتغذى على أوراق شجر "اليوكاليبتوس" في مركز جون إنس بمدينة نوريتش شرقي بريطانيا.
وقد أظهرت تلك الحشرة في المختبر مقاومة للسموم وإصابات العدوى التي لم يكن من الممكن أن تتعرض لها من قبل.
وتزداد الحاجة للتوصل إلى اكتشافات جديدة، نظرا لتزايد أعداد العقاقير التي تصبح غير فعالة أمام مقاومة الجراثيم في كل عام.
النمل يحمل مضادات حيوية
من جانبه، قال توني ماكسويل، رئيس قسم الكيمياء الحيوية في المركز: "توصلنا إلى أن الجرثومة الموجودة في أحشاء الحشرة العصوية تعمل على مقاومة السموم وإصابات العدوى التي لم يكن من الممكن تعرضها لها من قبل، وهو ما يشير إلى أن هناك آلية عامة لتلك المقاومة".
وأضاف: "إذا كان بمقدورنا الكشف عن ذلك، فإنه سيفتح الطريق أمامنا لفهم طريقة مقاومة المضادات الحيوية، وهو ما سيمكّننا من وضع استراتيجية كيميائية لمجابهتها".
وتابع قائلا: "كما سيساعدنا أيضا على وضع آلية داخل المضادات الحيوية الجديدة لمواجهة أي نوع من المقاومة".
وكشف برنامج "بي بي سي إنسايد آوت" أن فريق الباحثين كان يبحث أيضا عن مضادات حيوية جديدة في التربة. حيث توصل معمل ميرفين بيب التابع للمركز إلى عقار مرشح للاستخدام كمضاد حيوي، وقد يتم فحص كفاءته باخضاعة للاختبارات السريرية.
ويعود أصل ما يقرب من نصف المضادات الحيوية التي تستخدم اليوم الى بكتيريا التربة، وهو ما يجعل العلماء يستمرون في دراستها.
وجاء أحد الإنجازات التي ظهرت في البداية أثناء البحث عن سلاسل جديدة للمضادات الحيوية نتيجة لاكتشاف أن النمل القاطع للأوراق والذي يعيش في الغابات الإستوائية يحمل مادة على جسمه تؤمن له سلامة مصدر غذائه الفطري. إذ يقوم النمل بتغطية الأوراق بهذه المادة ليسمح للفطريات بالنمو.
التخطيط لمبادرة حكومية
ولحماية ذلك المصدر الغذائي من الميكروبات الضارة والطفيليات إلى جانب تنظيم نمو الفطريات، يحمل ذلك النوع من النمل في جسمه مضادا حيويا شديد المفعول تتشابه خصائصه مع خصائص المواد المضادة للفطريات التي تستخدم في الطب الحديث.
ويأمل مدير المشروع مات هاتشينغز، الأستاذ بجامعة آنغليا الشرقية، أن تؤدي الدراسة التي تجرى على ذلك النوع من النمل إلى الكشف عن أنواع مضادات حيوية جديدة تماما.
فيما أصدر حديثا مسؤولو الصحة في الحكومة تحذيرا يؤكد على الحاجة الماسة للوصول إلى مضادات حيوية جديدة.
وقال ديفيد والكر، نائب كبير مسؤولي القطاع الصحي في بريطانيا: "إذا لم نتخذ خطوة الآن، فإن مقاومة المضادات الحيوية قد تعني أن العلاجات التي ينتشر استخدامها في علاج الأمراض بما فيها السرطان أو العمليات الجراحية العامة كعمليات استبدال مفصل الورك قد تصبح مستحيلة".
وتابع قائلا: "إذا لم نتخذ خطوة إيجابية الآن، فمن الممكن أن نواجه وضعا لا يمكن فيه علاج بعض الأمراض الشائعة".
واعترفت الحكومة بأنه من الممكن لها أن تشارك في تمويل عمليات تطوير العقاقير، وأن مبادرة جديدة يجري وضعها لذلك.
إلا أن والكر علق قائلا: "بالنسبة للوقت الحالي، لا توجد أية تفاصيل أخرى عن توقيت تلك الخطوة أو تكلفتها أو ما تستلزمه."