"غدي نيوز"- إعداد سوزان أبو سعيد ضو
حيوان البطلينوس "مينغ" من النوع Arctica islandica، والذي حصل عليها العلماء كعينات للبحث قرب ايسلاندا في العام 2006 والتي اعتقدوا انها تبلغ 405 من العمر. تبين لهم بعد ذلك انها تبلغ من العمر 507 أعوام، مما يجعل من "مينغ" الحيوان الاكبر عمرا على وجه الأرض.
وللعلم أنه في العام 1499 الذي "ولد" فيه البطلينوس "مينغ" كان ليوناردو دا فينشي يرسم الموناليزا، وتفشى وباء الجدري للمرة الأولى في العالم الجديد، وبعد ولادة "مينغ" بـ 52 عاما استلمت الملكة اليزابيث الاولى العرش البريطاني، وهي ذات السنة التي حكمت بها سلالة "مينغ" الصينية ومن هنا جاءت التسمية.
والمميز بهذا النوع من حيوان البطلينوس البحري انه ينمو داخل صدفته دائرة (حلقة) كل عام مما يمكّن العلماء من تحديد عمره وبدقة.
وكان الخبر المنقول في وكالات الأنباء عن هذا الإكتشاف فيه اتهام واضح للعلماء بقتل هذا الحيوان الـ "كهل".
البطلينوس لا يحمل شهادة ميلاد
أما عن فريق البحث الذي حصل على "مينغ" فهو مكون من جيمس سكورز James Scourse ، وهو عالم جيولوجي بحري، وبول باتلر Paul Butler، وهو عالم مناخ من جامعة بانغور في المملكة المتحدةthe United Kingdom's Bangor University. وكان الهدف من البعثة العلمية الى ايسلاندا حيث تم جمع عينات البطلينوس، هو دراسة تغيرات المناخ خلال الألف سنة السابقة عبر الحلقات العمرية في صدفة البطلينوس.
أما عن تهمة القتل فيوضحها باتلر على النحو الآتي: "تم جرف واختيار ما يزيد عن 200 صدفة بطلينوس من الشاطئ الايسلاندي عام 2006، حيث نقلت الى سطح المركب وتم تجميدها لتموت جميعا، ولم نعرف عمر "مينغ" الا بعد عودتنا الى المختبر".
أما خطأ العلماء بمئة عام لجهة تقدير عمر "مينغ"، يقول سكورز "سبب الخطأ، ان الكثير من حلقات النمو العمرية قد اندمجت مع بعضها نتيجة الوقت وعمر هذا المخلوق الطويل، مما زاد نسبة الخطأ في تحديد العمر الدقيق".
ويفسر العالم بول باتلر الخطأ الذي ارتُكِب في تحديد عمر "مينغ" في المرة الاولى "لقد تسرعنا في التنبؤ بعمر (مينغ) سابقا، وقمنا بعرض ما وجدناه اما الآن فنحن متأكدون تماما من عمره الحقيقي".
وتابع "اما الآن فان هذا السن الجديد لــ (مينغ) هو مؤكد حيث تم التحقق منه باستعمال الكربون المشع وهذا الرقم الى حد كبير لا يحتمل الخطأ".
عندما جرف العلماء البطلينوس الحي لم يعلموا ان الصدفة التي تسعها كف اليد تبلغ هذا العمر. وقالت الطالبة في برنامج الدكتوراه Madelyn Mette في جامعة ايوا التي تدرس هذا النوع من البطلينوس "حين يصل حجم هذه الصدفات (البطلينوس) بحجم كف اليد فانها تتوقف عن النمو، اي اننا لا يمكننا تحديد العمر بالضبط فلا يمكننا ان نفرق من خلال حجم البطلينوس ان كان عمر هذا الحيوان يبلغ 100 او 300 سنة او اكثر".
ويضيف سكورز مفاجأة أخرى، اذ يقول "ان عدد البطلينوس الذي تم جمعه هو 200 عينة، وهي نسبة لا تذكر من حيث تعداد البطلينوس في العالم، لذا فكون (مينغ) الحيوان الأقدم في العالم هي نسبة قليلة بل لا تذكر، ومن المحتمل كثيرا وجود من يفوقه في العمر".
ويختم سكورز "ستساعدنا الآن (مينغ) في فهم تغير المناخ البحري في المحيطات في العالم على مدى الـ 500 عام السابقة، بعد ان لم تعطِ بعثاتنا الى الأطلسي بمعلومات مفيدة".
والصدفة العجوز الميتة لا زال لديها الكثير لتخبره للعلماء. حيث سيتمكن هؤلاء من التثبت ودراسة درجات الحرارة وتذبذبها خلال الخمسمائة سنة السابقة، وربما ستمكنهم من معرفة المزيد من المعلومات نحو اطالة العمر.