وأخيراً انعقد مهرجان الأدب الفلسطيني، وللمرة الأولى في غزة، ليحط رحاله في القطاع كثمرة جهود قامت بها مجموعة من الكتاب العالميين ضمن محاولات لربط القطاع المحاصر بمحيطه العربي والعالمي.
ومنذ بدء المهرجان المتنقل، ويعرف بـ "بالفيست" Pal Fest، والذي تم إنشاؤه عام 2008، حط في العديد من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، إلا أن إسرائيل وضعت العراقيل بوجه إقامته في غزة، التي تحاصرها اقتصاديا منذ تولي حركة حماس السلطة عام 2007.
وعبر 37 كاتباً وفناناً الحدود المصرية إلى غزة بعدما أذنت لهم وزارة الشؤون الخارجية المصرية المرور عبر "معبر رفح"، بعد انتظار دام أسبوعين.
وشارك في القافلة الثقافية التي اختتمت فعالياتها الخميس (10-5-2012)، مجموعات فلسطينية تقيم في القدس والضفة الغربية، بجانب كتاب عرب بارزين من بينهم الروائيان المصريان، أهداف سويف وخالد الخميسي، والروائي السوداني جمال محجوب.
وقال عمر روبرت هاميلتون، منتج أفلام مستقل ومؤسس "بالفيست": "الغزويون كانوا محبطين للغاية لافتقارهم التواصل مع العالم الخارجي، كانت رحلة مؤثرة للغاية، بدأنا بالفيست كمحاولة لمساعدة وصل فلسطين ببقية العالم. بذلنا كل ما بوسعنا لدعم الحياة الثقافية في فلسطين."
ومن جانبه قال الرواي البريطاني السوداني، جمال محجوب: "كان هناك تعطشا حقيقياً لأي كتاب يقع بين أيديهم. أنهم متشوقون لأي نوع كان من الحياة الثقافية فليس هناك دور سينما والقليل من الحفلات الموسيقية."
وأضاف: "الأهم كان الالتقاء بهم والحديث معهم على مستوى ثقافي، لسماع تجاربهم وعزلتهم. لم أحضر إلى هناك لأحاضر الناس عن كتاباتي الأدبية بل لأستشف من تجاربهم."
ويشار إلى أن الليلة الختامية لمهرجان "بالفيست" الثقافي أغلقت من قبل الشرطة التي سرعان ما اعتذرت بدعوى أنه "خطأ فردي."
ويتلقى "بالفيست" دعماً من مجلس الفنون البريطاني والمجلس الثقافي البريطاني كذلك، كما يتلقى دعما معنويا من الروائي النيجيري الشهير غينوا اتشيبي، والراوي البريطاني فليب بولمان والممثلة البريطانية إيما تومسون.
وتضمنت أنشطة "بالفيست" هذا العام إقامة فعالية في رام الله بالضفة الغربية، وأخرى في القاهرة، اليوم الجمعة.